البحث
  كل الكلمات
  العبارة كما هي
مجال البحث
بحث في القصائد
بحث في شروح الأبيات
بحث في الشعراء
القصائد
قائمة القصائد
مناسبة القصيدة : ليشغلك ما اصبحت مرتقبا له


اللزومية الثامنة و الثلاثون (وهي اللزومية الثانية بقافية الباء) حسب شروح لزوم ما لا يلزم : (بحر الطويل) عدد الأبيات (8) جور بني حواء: (1) الباء المضمومة مع النون: (2) وهي إحدى اللزوميات التي اختارها وشرحها البطليوسي رقم -16- تحقيق الدكتور حامد عبد المجيد ص109-(3) ويستوقفنا في نشرة د. طه حسين والأبياري أنهما ينقلان كلام البطليوسي من غير أن ينسباه إليه في كل اللزوميات التي شرحها . وهي القطعة الثامنة و الثلاثون حسب ما أورده الدكتور طه حسين في كتابه "صوت أبي العلاء" ص110 وهو كتاب يتضمن شرح خمسين لزومية، نشرت لأول مرة عام ١٩٤٤ : منها ٣٦ لزومية مما قافيته همزة وألف، والباقي من قافية الباء وكل ذلك أدرج ضمن نشرته لشرح اللزوميات لاحقا عام ١٩٥٥م، وقال في شرحه للزومية: فيم تعيب الناس وتتَتَبَّع زلاتهم، وعلام تؤنِّب الصديق وتكثر الإساءة إليه، وماذا جنى عليك الدهر فأنكرته، أو قدَّمت لك الأيام من الشر فأنت لها كاره وعليها عاتب، لقد كنت خليقاً أن تُشْغَل بما أصبحت منتظراً له من موت واقع، ليس له من دافع، عن تتبع العيوب وتأنيب الأصدقاء. ولقد كنت حجيّاً أن تعرف نفسك وتعترف بسيئاتها، لا أن تجهلها وتحمل جناياتها على الزمان وآثامها على الأيام، ما أذنب الدهر ولا جنت الأيام، وإنما نحن المذنبون الجانون. انظر إلى هذا الظالم قد غرَّه سلطانه وأطغاه بطشه، فظن بنفسه الخلود واستبعد عليها الموت، وإن الموت لمدركه أين كان ولو اتخذ نفقاً في الأرض أو سُلَّماً في السماء. أحبَّ الظلم ورغب فيه، وطلب العسف وتهالك عليه، فما ينفك فيه جادّاً وعليه حريصاً. لقد بُدِّل برقَّة العواطف قسوة القلب وغلظةَ الكبد وجفاء الطبع، حتى استبدل بما يعشقه الناس من الغواني الحسان أدوات الموتِ وآلات الفناء، إنه ليرى في القناة اللَّدْنة السمراء وفي سنانها المخضوب بالدماء، حسناء فاتنة يضم إليه قدَّها المياس ويلثم ثغرها الشَّنِب. وإنه ليرى في السيف قد صفا رونقه وخلص جوهره وتلألأ الفرند فيه جدولاً من الماء نقيَّ الصفحة، ولكنه ينم عن صورة الموت، فلا يكاد يصبُّ منه على رأس القِرْن قَطَرات حتى ينبسط منه جدول من الدم المزبد العبيط. إنه ليهوَى الحرب، ويكلف بها ويراها هِنْدَه وزَيْنَبَه. وإنه ليقطع إليها المهامه ويتجشَّم البيد ويمتطي الأيِّد من الخيل والنوق، والناس من حوله وادعون مطمئنون. إنه ليفعل ذلك كله فيزعج الآمن ويروع المطمئن ويملأ الأرض شرّاً وإثماً، ثم أنتم بعد ذلك تَصِمُون الأيام وَصْمته، وتحملون عليها وِزْرَه وتسبُّونها بما كان خليقاً أن يُسَبَّ هو به. أصلحوا أنفسكَم فقد فسدت، وبصِّروا ظالمكم فقد أعماه الغرور. أرشدوه إلى أنه يمد إلى الحياة أسباباً سيقطعها الموت، وأن ما يدخر من الوَرِق والنُّضار، وما يحتمل في سبيله من الأهوال والأخطار، وما يقتنى من دُهم الخيل وغُرِّها، ومن قوارح الإبل وبُزلها، لن تدفع عنه غارة الأيام، ولن تردَّ عنه صولة الزمان. لقد عجزتْ أن تقيم قده المنحني وعودَه المُنْآد، وإنها عن دفع الموت لأضيق باعًا، وأقصر ذراعاً. * أما عن شهرة أبيات هذه اللزومية فلم نقف على ذكر لبيت من أبياتها فيما رجعنا إليه من المصادر. وجدير بالذكر أن البيت الثاني أحد الابيات التي نوه بها ول ديورانت في كتابه قصة الحضارة فقال: وساءه ما بدا له من كذب الناس وقسوتهم فاعتزل الناس وغلب عليه التشاؤم، فكان عند المسلمين شبيهاً بتيمن الأثيني. ويرى أن لا أمل في إصلاح الناس لأن شرور المجتمع ناشئة من طبائع الخلق: فَما أَذنَبَ الدَهرُ الَّذي أَنتَ لائِمٌ=وَلَكِن بَنو حَوّاءَ جاروا وَأَذنَبوا# (1)حرف الباء- الباء المضمومة مع النون -: ص 86 شرح نَديم عَدِي_ ج1/دار طلاس للدراسات/ط2. (2) فصل الباء- الباء المضمومة مع النون: ص 249 تأليف الدكتور طه حسين، إبراهيم الأبياري ج1/دار المعارف بمصر. (3)وقال أيضاً: انظر خطيات اللزوم (د:17)، هـ (1:40)، و(1:34)، ز(1:40) والمطبوعة(1:70). * تعليق موقع المعري: وكان المرحوم عبد الوهاب عزام قد تناول نشرة الدكتور طه حسين والأنباري بالنقد فور صدورها في مقالتين نشرتا في مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق ( المجلد 30ج3 /1955م-1374هـ، والمجلد31 ج3/1956م-1375هـ ) ويظهر من كلامه أنه لم يطلع على شرح البطليوسي لما اختاره من اللزوميات لأن نقده خلا من الإشارة إلى ما نقله طه حسين حرفيا من كلام البطليوسي في كل ما شرح من اللزوميات ولم ينسبه إليه وقد ارتأينا أن ننشر كلام عزام في هامش كل بيت تناول فيه نشرة طه حسين والأنباري بالنقد (ونشير هنا إلى أننا نشرنا مقدمة نقده كاملة في شرح اللزومية السادسة) والبيت الذي تناوله بنقده البيت الأول:(المجلد31 ج3 ص 145 ) يقول: أعود إلى نقد شرح اللزوميات . وعذري في تأخير هذا المقال أني طوّحَتْ بي الأسفار فلم اطلع على مجلة المجمع ولم أدر أنَّ مقالي الأول بلغها فنشرته إلا بعد شهرين من نشره ثم استأنفت السفر بعد اطلاعي عليه، فلم أجد للكتابة فراغا، فعسى ان يعذرني القارئون وبعد فننظر في شرح اللزوميات: اللزومية 38: البيت الأول: لِيشغَلْك ما أَصبحتَ مرتقباً لَهُ####عَنِ العيب يبدَى وَالخَليلُ يُؤَنَّبُ هكذا شكله الشارح. والصواب والخليلٍ بالكسر عطفا على العيب. يعني ليشغلك ما ترتقبه في هذا الدنيا من البلاء والفناء عن إبداء عيب الناس وتأنيب الخليل.


الى صفحة القصيدة »»