البحث
  كل الكلمات
  العبارة كما هي
مجال البحث
بحث في القصائد
بحث في شروح الأبيات
بحث في الشعراء
القصائد
قائمة القصائد
مناسبة القصيدة : قد حجب النور والضياء


اللزومية العاشرة حسب شروح لزوم ما لا يلزم : عدد الأبيات (9) من مخلع البسيط عالم السوء (1) وقال في الهمزة المضمومة مع الياء والبسيط السادس:(2) وهي إحدى اللزوميات التي اختارها وشرحها البطليوسي /تحقيق الدكتور حامد عبد المجيد رقم /5/ص84، شرح منها البيتين(1،2 ) . ويستوقفنا في نشرة د. طه حسين والأبياري أنهما ينقلان كلام البطليوسي من غير أن ينسباه إليه في كل اللزوميات التي شرحها. وهي عاشر ما أورده الدكتور طه حسين في كتابه "صوت أبي العلاء" ص31 وهو كتاب يتضمن شرح خمسين لزومية، نشرت لأول مرة عام ١٩٤٤ : منها ٣٦ لزومية مما قافيته همزة وألف، والباقي من قافية الباء وكل ذلك أدرج ضمن نشرته لشرح اللزوميات لاحقا عام ١٩٥٥م، وقال في شرحه للزومية: أجل! قد عميت الأبصار، وخُتِمَ على القلوب، وأظلمت البصائر حين حُجب عنها نور الحق، فظن الناس أنهم على دين صادق، وإنما هم أهل نفاق ورياء، وليس إلى إصلاحهم من سبيل؛ فقد فقدوا أهمَّ شرط للإصلاح وهو الحياء. وكيف يمكن أن يميل إلى الخير من لا يستحيي من الشر! أيُّهذا العالَمُ السيئ والمنزل الموبوء! لقد رأينا فيك المصلين، ولكنا لم نرَ فيك الأتقياء. ألا لا يكذب الجاهلون؛ فقد خلع الناس ولاية الله من أعناقهم، فليس فيهم له وليُّ ولا صادق أمين. أيتها البلاد التي اشتملت السعادة والشقاء، واحتوت الفقر والثراء! لقد حقّت عليك الكلمة، ومضى فيك القضاء المحتوم بالخزي والتعس؛ فأهلك أشقياء ليس لهم من شقائهم منفذ ولا لهم عنه صارف، لا ينفعهم وعظ، ولا يحكمهم إرشاد. لقد طالما عنَّينا أنفسنا بالنصح والهداية، فوعظ الواعظون وقام الأنبياء، ولمَّا يُجْدِ ذلك نفعاً، ولمَّا يأت بخير. البلاء باق لا زوال له، والداء عَياء لا شِفاء له، وحكم الله فينا نافذٌ لا صارف عنه، ولكنا بفطرتنا أغبياء لا نفهم، وحمقَى لا نعقل. * أما عن شهرة أبيات هذه اللزومية فلم نقف على ذكر لبيت من أبياتها فيما رجعنا إليه من المصادر وجدير بالذكر أن البيتين (3،4) من الأبيات التي أوردها أبو العلاء نفسه في كتابه "زجر النابح" المنشور بتحقيق د. أمجد الطرابلسي ص8. يا عالَمَ السَّوْء ما علمنا=أنَّ مصلِّيك أتقياءُ# لا يكذبنَّ امرؤ جهولٌ=ما فيك لله أولياءُ# قال أبو العلاء في الرد على من اعترض عليه في هذين البيتين: هذه مخاطبة لعالَم السوء دون عالَم الخير. ومعلوم عن كلّ ذي لبّ أنه ليس فيمن وُصف بذلك خير، ولا يُلتمس عنده مَير(3). ولو قال القائل لمن هلك من ثمود أو عاد: ما فيكم وليّ لله، لكان صادقاً برّاً. وفي هذه الأمه معشر كفرةٌ كلهم يزعم أنه لله ولي، وأنّ شيوخه الذين يأخذ عنهم أبرار أتقياء، وكل فرقة مدّعية على الأخرى ضدّ ذلك. وفي الكتاب العزيز: (وإنّ كثيراً من الخُلطاء لَيَبْغي بعضُهم على بعض إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليلٌ ماهُم)(4) وإنّ هذا لصدق خالص، إنّ الصالحين في البشر لأقل من الغراب الأعصم (5)بين الغربان، وأفقد من التمرة في غير الإبّان. وأما ذمّ المصلين الذين ينطوون على نية ليست بجميلة فقد نطق الكتاب الكريم في قوله تعالى: (فويلٌ للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون) (6) وقد كان بعض الناس ممن شاهد النبي صلى الله عليه وسلم يحضر الصلاة خلفة، ثم تبين أنه ضالّ مخالف بدليل قوله تعالى: (وإذا رَأوْا تجارةً أو لهواً انفَضّوا إليها وتَركوك قائِماً، قلّ ما عند الله خيرٌ من اللَّهوِ ومن التجارةِ والله خيرُ الرّازقين)(7). وكان دِحْيَة بن خليفة الكلبي (8)يقدم بالتجارة من الشام، فإذا قرب من المدينة ضرب له طبل ليخرج إليه من يرغب في الشراء. واتفق أنه قدم والنبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة. فلما سمع من خلفه صوت الطبل تركوه قائما وتبادروا إلى التجارة فنزلت هذه الآيه هـ. هذا كلامه في الرد على المعترض عليه في هذا: (يا عالم السوء....) والبيت بعده: (لا يكذبن...)، من زجر النابح. (1)حرف الهمزة_ الهمزة المضمومة مع الياء والبسيط السادس: ص 43شرح نَديم عَدِي_ ج1/دار طلاس للدراسات/ط2. (2) فصل الهمزة_ الهمزة المضمومة مع الياء والبسيط السادس – أي ذو العروض المجزوءة المقطوعة، وضربها مثلها_ ، ص 92 تأليف الدكتور طه حسين، إبراهيم الأبياري ج1/دار المعارف بمصر. (3)المير: من قولهم مار عياله ميرا وامتار لهم، أي جلب لهم الطعام. (4)سورة (ص) الآية 24. (5)الغراب الأعصم: الذي في أحد جناحيه ريشة بيضاء أو الرجلين. وهذا الوصف في الغربان عزيز لا يكاد يوجد. (6)سورة الماعون 4-5. (7)سورة الجمعة:11. (8)دحية الكلبي صحابي شهد موقعة اليرموك. انظر مصادر ترجمته في الأعلام 3/13.


الى صفحة القصيدة »»