البحث
  كل الكلمات
  العبارة كما هي
مجال البحث
بحث في القصائد
بحث في شروح الأبيات
بحث في الشعراء
القصائد
قائمة القصائد
مناسبة القصيدة : لا يغبطن اخو نعمى بنعمته


اللزومية السابعة والأربعون: (وهي اللزومية الحادية عشرة بقافية الباء) حسب شروح لزوم ما لا يلزم : (بحر البسيط) عدد الأبيات (7) كذا نحن فلا تغيير: (1) الباء المضمومة مع الجيم: (2) ويستوقفنا في نشرة د. طه حسين والأبياري أنهما ينقلان كلام البطليوسي من غير أن ينسباه إليه في كل اللزوميات التي شرحها . وهي القطعة السابعة والأربعون حسب ما أورده الدكتور طه حسين في كتابه "صوت أبي العلاء" ص127 وهو كتاب يتضمن شرح خمسين لزومية، نشرت لأول مرة عام ١٩٤٤ : منها ٣٦ لزومية مما قافيته همزة وألف، والباقي من قافية الباء وكل ذلك أدرج ضمن نشرته لشرح اللزوميات لاحقا عام ١٩٥٥م، وقال في شرحه للزومية: ألا لا تغبِط منعَّماً بنعمته، ولا تحسد سعيداً على سعادته؛ فليس في الحياة ما يُغْبَط به ولا في العيش ما يُحْسَد عليه. بئست الحياة تملؤها اللذة وتُفعمها النعمة ثم يعقبها الموت والهلاك. أجلْ، ليس في الحياة شيء يُحْمَد. فما أجد الحسَّ الذي هو أخص مميزاتها وأوضح الدلائل عليها إلا مُوقعاً لصاحبه في السوء ومنتهياً به إلى المكروه. وكيف تُحْمَدُ الحياة أو يُرْغَب فيها وما أرى صاحبها إلا غرضاً مستهدفاً لجيش من الزمان يعمل ويجدُّ في عمله للفناء من غير أن يسمع له لَجبٌ ولا صخب. أفٍّ لِقَصر العقول وسَفَهِ الأحلام، لقد أغرقنا في الغرور، وتعلَّقنا بصغار الأمور، حتى لو عقَلت الأرض أو فهِمت فرأت ما نحن فيه من ترك للنافع وتشبث بالضار، ومن عدول عن كبار الأمور إلى صغارها، لقضتِ العجبَ مما نحن فيه من حمق وسخف. نرجو السعادة ونَكْلَفُ بها، وإنما نرجو متعذراً ونكلف بمحال. وإنما السعادة ألا نوجد وقد وجدنا، وألا نخلق وقد خُلقنا. فما حرصنا على ما لا سبيل إليه، وما رغبتنا فيما لا قدرة عليه، وهل رأيت شهراً من الشهور قد ضاق بنفسه وأحب أن يستبدل به غيره، فودَّت جمادَى لو أنها رجب. ألا إن الشقاء محتوم لا مفرَّ منه، والشر موجود لا مندوحة عنه. وكل ما أظهر الناس من حب للخير أو حرص على المعروف، وكل ما أعلنوا من نُسك وطاعة أو زهد وعبادة؛ فليس إلا ضروباً من الرياء وألواناً من الخديعة، ساقتهم إليها غرائزهم، وأكرهتهم عليها طبائعهم؛ فهم كالعُود لا يلحي نفسَه وإنما يلحاه الناس. لم يرغبوا في الخير وإنما اضطُروا إلى إظهاره، ولم يَكْلَفوا بالبر وإنما ألجئوا إلى انتحاله. لقد يبهرك نسك الناسك فتحسبه إنما تنسَّك للطاعة، ويعجبك احتجاب المحتجب فتظنه إنما احتجب للعبادة. كلَّا، ما تنسَّك مَنْ تنسك إِلا للخداع، وما احتجب من احتجب إلا ليخلو بالنكراء. أيتها النفس الضيقة بما في هذه الحياة من شرور، المتبرّمة بما في هذه الناس من آثام، خفِّضي عنك ورفِّهي عليك؛ فتلك طبيعة الحياة، وهذه غريزة الناس، لا سبيل إلى تغييرهما ولا قدرة على إصلاحهما، ولا حَزْمَ إلا الصبر على احتمالهما والتجلد على ما يأتيان به من جرائم وسيئات. * أما عن شهرة أبيات هذه اللزومية فلم نقف على ذكر لبيت من أبياتها فيما رجعنا إليه من المصادر. * (1)حرف الباء- الباء المضمومة مع الجيم-: ص 95 شرح نَديم عَدِي_ ج1/دار طلاس للدراسات/ط2. (2) فصل الباء- الباء المضمومة مع الجيم-: ص 283 تأليف الدكتور طه حسين، إبراهيم الأبياري ج1/دار المعارف بمصر.


الى صفحة القصيدة »»